أكّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مراسم افتتاح مشاريع في طرابزون أن توقيع إسرائيل على اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن يُحترَم عمليًا، وأن الأولوية الآن تتمثل في إعادة إعمار غزة بسرعة وتقديم المساعدات الإنسانية قبل دخول الشتاء. وفي الوقت نفسه شدّد على مواصلة تركيا دورها الدبلوماسي المتوازن من أجل وقف الحروب ونشر الاستقرار في محيطها الإقليمي.

شارك الرئيس رجب طيب أردوغان في مراسم افتتاح مجموعة من المنشآت والمشاريع في صالة هايْري غور الرياضية بطرابزون، حيث ألقى كلمة تطرّق فيها إلى عدد من القضايا الداخلية والإقليمية.

استهل أردوغان حديثه باستعراض استثمارات الحكومة في طرابزون خلال 23 سنة الماضية، ثم انتقل للحديث عن الوضع الدولي والتحولات في المنطقة.

في سياق حديثه عن غزة، أشار أردوغان إلى أن وقف إطلاق النار أو اتفاق التهدئة لا يعني أن الأمور قد انتهت، قائلاً إن أول مطلبٍ واضح الآن هو ضمان التزام إسرائيل حرفيًا بتعهداتها وتوقيعها، ومنعها من الانسحاب عن الاتفاق كما فعلت سابقًا.
وأضاف أن الأمر الثاني المتحقق يجب أن يكون إعادة إعمار غزة بسرعة إذ أن 85% من القطاع أصبح غير صالح للسكن بعد الدمار الواسع الذي أصاب البنية التحتية والمستشفيات والمدارس والمنازل، ومن ثمّ يجب رفع الناس من الملاجئ المؤقتة قبل حلول الشتاء.

أبرز أردوغان أن قوافل المساعدات التركية وصلت إلى غزة وأن تركيا ستستمر في تقديم ما يلزم من مساعدات وإسهامات لإعادة إعمار القطاع وتخفيف معاناة المدنيين، مذكّرًا بأن موقف بلاده ينطلق من رغبة في استقرار المنطقة وأمنٍ للجميع في محيطها.

وعلى الصعيد الإقليمي والدولي، تحدّث أردوغان عن دور تركيا في السعي إلى إنهاء الحروب، لا سيما في أوكرانيا، وقال إن أنقرة تتبنّى سياسة متوازنة وتسعى للتواصل مع جميع الأطراف لوقف التصعيد والحفاظ على أمن الملاحة والسكّان في البحر الأسود.

كما وجّه أردوغان نقدًا لخصومه السياسيين داخل البلاد، لافتًا إلى أنّ سياسة تركيا في الساحة الخارجية مبنية على مبادئ وكرّسَتْ لها مكانة دولية يحترمها الآخرون، وانتقد من سماها  بـ«المعارضة» التي يصفها بأنها تلجأ للشكاوى لدى القوى الغربية بدل الدفاع عن مصالح وطنها.

ختامًا كرّر أردوغان التزامه بدعم الشعب الفلسطيني والعمل على إعادة إعمار غزة وضمان تنفيذ الاتفاقات، مؤكّدًا أن تركيا ستواصل تمثيل شعبها بفخر والدفاع عن حقوق المظلومين أينما كانوا. (İLKHA)